ما سبب عدم مشارکة إيران في قمة شرم الشيخ؟
سمير باكير يكتب - في ظلّ اللحظة المصيرية التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط على وقع حرب غزّة والأزمة الإنسانية التي خلّفتها، توجّهت أنظار المجتمع الدولي إلى قمّة شرم الشيخ. قمّة انعقدت تحت شعار "السلام"، غير أنّ من شارك فيها هم أنفسهم أولئك الذين منحوا، على مدى العامين الماضيين، شرعية للاحتلال والإبادة في غزّة. إنّ قرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالامتناع عن المشاركة في هذا الاجتماع لم يكن عزلةً أو انسحاباً، بل جاء استناداً إلى منطق سياسي وأخلاقي واضح يقوم على ثلاثة محاور رئيسية: صون الكرامة الوطنية، رفض النفاق الدولي، والتمسّك بالحل الحقيقي للقضية الفلسطينية. الكرامة الوطنية ورفض التعامل مع المعتدين والمحاصِرين أكّد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في بيان على منصة "إكس"، أنّ الجمهورية الإسلامية لا يمكن أن تشارك في قمّة يحضرها أو يستضيفها من شنّ عدواناً على الشعب الإيراني وهدّده وفرض عليه العقوبات. هذا الموقف ليس تعنّتاً دبلوماسياً، بل يعكس منطق السياسة الخارجية الإيرانية القائم على أنّ أيّ تواصل لا يقوم على الاحترام المتبادل إنما يعني إضفاء الشرعية على الظل...