المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف مقالات

على قمم غزّة نكتب

صورة
  سمير باكير يكتب -  يُسجَّل في التقاويم باسم السابع من أكتوبر، لكن في تاريخ الإنسانية والبشرية هذا اليوم أوسعُ من اسمٍ واحد. قبل عامين في مثل هذا اليوم، قام شعب غزة — الذي تحمّل سنوات من الحصار والمعاناة وكان ينعى قرناً من احتلال أرضهِ فلسطين — بعمليةٍ كبيرةٍ دخلت التاريخ الفلسطيني وربما تاريخَ العالم العربي بلا سابقةٍ مثيلة. سكانُ غزة بعملياتٍ عبر الحدود هزّوا الهيمنةَ العسكريةَ والاستخباراتيةَ لإسرائيل وكشَفوا زيفَها. منذ ذلك اليوم وإلى الآن حولت إسرائيل وحلفاؤها كلَّ شبرٍ من أرض غزة إلى خرابٍ، وذبحوا أو شردوا كلَّ ساكنٍ فيها، آمِدين أن يطهروا من الخريطة أرضاً صنعت عودةَ انتباهِ العالم إلى فلسطين. مرّت سنتان، واليوم نقف نحنُ أمةً مسلمةً وعربيةً على القممِ نرقبُ غزّة التي لم تَعُد اسماً فحسب، بل أسطورةٌ، رمزٌ للإنسانيةِ والكرامة. اليوم حيثما ذُكِرَ اسمُها في العالم صار معيارُ الإنسانية ومدى محبّة الناس يقاس بمدى تأييدهم لغزة وازدرائهم لإسرائيل. حتى نجومُ هوليوود والمهرجاناتُ مثل يوروفيجن وغيرها كَسَرت صمتَها، وصرخت باسمِ غزة بلا خوفٍ من الطرد أو التأنيب من السياسيين، وشاركت ...

إسرائيل في قلب العاصفة: اختراق استخباري إيراني يكشف هشاشة "القلعة الأمنية"

صورة
يوسف حسن يكتب -  الوثائق التي كشفتها الاستخبارات الإيرانية لم تعد مجرد ملف تسريبات عابر، بل تحوّلت إلى إعلان صريح عن أكبر اختراق أمني تتعرض له إسرائيل منذ عقود. فالمسألة لا تقتصر على صور من داخل ديمونا أو خرائط لمواقع حساسة؛ بل على حقيقة أخطر تقولها طهران بين السطور: هناك مئات العملاء والمصادر البشرية داخل إسرائيل يعملون لمصلحة إيران، يمدّونها بالمعلومات الدقيقة من صميم المؤسسة العسكرية والعلمية والأمنية. هذا الاعتراف الضمني يعني أنّ إسرائيل، التي طالما قدّمت نفسها باعتبارها النموذج الأعلى في الأمن والاستخبارات، فشلت في حماية بيتها الداخلي. لم تعد المسألة حرب طائرات مسيّرة أو صواريخ؛ بل انهيار في جدار الثقة بقدرة "الموساد" و"الشاباك" على حماية الأسرار النووية والعسكرية للدولة العبرية. أبعاد الهزيمة الإسرائيلية تبدو واضحة: * ضربة للهيبة: صورة "الأمن المطلق" التي بنتها إسرائيل عبر عقود تتصدع اليوم بعد أن تبيّن أن اختراقاً بشرياً بهذا الحجم يعمل في عمق منشآتها. * كشف المستور: الوثائق لا تكشف فقط المواقع النووية، بل أسماء العلماء، العلاقات السرية، والتنسيق مع ...

أزمة الأمل في الداخل وانكشاف الدعاية في الخارج

صورة
سمير باكير يكتب- في ظلّ التطورات الأخيرة، تتضح معالم أزمة عميقة يعيشها الكيان الإسرائيلي على المستويين الداخلي والخارجي. فبينما تكشف استطلاعات الرأي عن انعدام الثقة بالمستقبل داخل الأوساط اليهودية، تتواصل فضائح الدعاية المموّلة عبر شركات التكنولوجيا، وفي مقدمتها غوغل، لتكشف جانباً آخر من مأزق الاحتلال. يأس يتسع داخل المجتمع صحيفة إسرائيل هيوم نشرت نتائج استطلاع شارك فيه مئات من العاملين في المؤسسات اليهودية بالولايات المتحدة، وأظهر أنّ أقل من ربعهم يشعرون بالأمل تجاه المستقبل. المثير أنّ أغلبية المستطلَعين رفضوا حتى الإجابة عن سؤال "بماذا تأملون؟"، وكأنّ فكرة الأمل نفسها باتت غائبة. الأسباب التي وردت تتراوح بين الانقسامات الداخلية، فشل القيادات السياسية، وضغوط العداء الخارجي. هذه المعطيات تكشف صورة مجتمع يعيش قلقاً متزايداً وفقداناً للبوصلة. دعاية بمليارات الدولارات في موازاة ذلك، كشفت تقارير عن عقد وقّعته حكومة الاحتلال مع شركة غوغل بقيمة 45 مليون دولار، هدفه تحويل المنصات الرقمية إلى ساحة تلميع لصورتها أثناء حرب غزة. الحملة ركّزت على إنكار الأزمة الإنسانية وتقديم روايات مضا...

سورية مابعد سقوط الاسد!

صورة
يوسف حسن يكتب -  مع سقوط بشار الأسد في أواخر عام 2024، توجَّهت الأنظار نحو زعيم جماعة هيئة تحرير الشام، محمد الجولاني أو أحمد الشرع، الذي استولى على السلطة في سوريا. منذ البداية، كانت وعود الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات الدولية عن سوريا تبشِّر بتقدّم سريع للبلاد في ظل الحكومة الجديدة. لكن بعد مرور نحو ستة أشهر على تولي أحمد الشرع الحكم، تصاعدت المخاوف بشأن أوضاع سوريا في عهده، وذلك بسبب أحداث عديدة أبرزها: الهجمات الإسرائيلية على سوريا، احتجاجات الدروز في السويداء، الاشتباكات مع قوات قسد، تفاقم الركود الاقتصادي، ممارسة العنف ضد فئات مختلفة من الشعب السوري وغيرها. في استطلاع للرأي أجرته ونشرته مؤسسة الدراسات والبحوث "إتيك" في تركيا على عيّنة من أبناء الطائفة السنية في لبنان، جاءت آراء الناس حول التغيير السياسي وتولي أحمد الشرع السلطة بنسبة 64% إيجابية، 23% سلبية، و13% دون رأي. وهذا يعكس رضا الناس عن سقوط نظام بشار الأسد واعتبار هذا التغيير إيجابياً. أما بخصوص تقييم أداء أحمد الشرع الحالي، فقد اعتبر 8% أنه ممتاز، و13% ضعيف لكن قابل للتحسن، و73% ضعيف، ...

المقاومة خيار الشعب... وخط الدفاع الأخير في وجه الخطرين الإسرائيلي والتكفيري

صورة
  يوسف حسن يكتب -  في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية، وتزايد التهديدات الإقليمية، وبينما يطلّ شبح الإرهاب التكفيري من جديد عبر الحدود الشرقية، يعود بعض الساسة في لبنان لطرح مشروع نزع سلاح المقاومة. طرحٌ لا يلقى القبول الشعبي، إذ تُظهر المؤشرات الميدانية أن غالبية اللبنانيين ـ من مختلف المكوّنات، شيعة وسنّة ومسيحيين ـ يدركون أن هذا السلاح هو خط الدفاع الأخير في مواجهة الأخطار المحدقة.   إن من يتابع المزاج العام في لبنان يلحظ أن الرفض الشعبي لنزع سلاح المقاومة ليس حكراً على بيئة محددة، بل يمتد ليشمل أطيافاً واسعة من المجتمع، لأسباب واقعية تتصل ببيئة التهديدات التي يعيشها البلد. فإلى جانب الخطر الإسرائيلي الدائم، يلوح خطر آخر لا يقل خطورة، يتمثل في إمكانية تسلل جماعات تكفيرية، وعلى رأسها عناصر "هيئة تحرير الشام" القادمة من الساحة السورية، عبر الحدود الشرقية للبنان. هذه الجماعات تمتلك تاريخاً دموياً في سوريا، ولا يخفي قادتها نواياهم العدائية تجاه لبنان بكل مكوناته. وفي ظل هذا المشهد، تبدو المؤسسة العسكرية اللبنانية عاجزة عن توفير الضمانات الكافية للدفاع عن البل...

معوّقات تطبیع العلاقات بین سوریا و الکیان الصهیوني

صورة
يوسف حسن يكتب -  في طريق تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل، هناك العديد من العقبات والمشاكل، ولا يمكن تحقيق ذلك بوجود أحمد الشرع. أول ما أثار الشكوك الشديدة بشأن توقيع "اتفاق إبراهيم" على المدى القصير هو كون الحكومة السورية الحالية مؤقتة، وعدم شرعية أحمد الشرع في الحكم. فالحكومة القائمة باسم الحكومة المؤقتة تولّت زمام الأمور، ولا تملك القدرة أو الشرعية لتوقيع اتفاقيات استراتيجية مثل "اتفاق إبراهيم". في أي مكان في العالم، لا يُسمح لحكومة مؤقتة باتخاذ مثل هذا الإجراء، وإذا وقّعت على هذا الاتفاق، فإن شرعية الاتفاق على الصعيد الدولي ستكون محلّ شك.  الشرع وحكومته ليسوا منتخبين من الشعب، وإنما وصلوا إلى السلطة بواسطة القوة العسكرية. ولذلك، بما أنَّه غير شرعي، فإن الاتفاقات التي سيُبرمها ستكون بالضرورة غير شرعية أيضاً، وهذا أمر لا يصبّ في مصلحة إسرائيل. هناك حلان لهذه المشكلة: الأول هو إزاحة الجولاني وتعيين شخص قادر على منح "اتفاق إبراهيم" الشرعية دولياً، وهذه الخطوة قد تكون محتمَلة جداً. هذا الإجراء سيؤدي أيضاً إلى زيادة وعي الشعب داخل سوريا بجدية الکیان في توقي...

"خرط سياسي"

صورة
بقلم: المهندس علي جبار الفريجي  مختص بأدارة الازمات صوت العقل لا يصرخ... لكنه يغيّر. وصوت الجهل لا يصمت... لكنه لا يُقنع. مؤخرا في المشهد العراقي، كثرت الأصوات التي ترتدي الياقات السياسية وتتكلم بلغة الطوائف والغرائز، ظنًا منها أن التهريج السياسي هو الطريق الأقصر إلى المنصب. هؤلاء لا يخوضون انتخابات، بل يتدافعون على "المضبطة" كأنهم في سوق نخاسة، لا ساحة تداول ديمقراطي. لقد تحول الفضاء السياسي مؤخرًا إلى مسرح كاريكاتيري، يتناوب فيه "مهروجون" رخص على أداء أدوار البطولة، مدّعين زورًا أنهم سيكتسحون المشهد، ويقلبون الطاولة، ويستحوذون على منصب (رئيس الوزراء), و"يأخذونها غلابًا"... بينما الحقيقة أنهم يتكلمون أكثر مما يفعلون، ويعدون أكثر مما ينجزون، و"يخرطون" أكثر مما يفقهون. ما يُسمّى بـ"تصريحات انتخابية" بات في جوهره خطابًا تفكيكيًا طائفيًا تحريضيًا، لا يمت بصلة لفن الإدارة ولا لأخلاق السياسة. هو خرطٌ مغلف برداء رثّ من الوطنية الزائفة، يُدار بعقلية الغنيمة ويُسوق بمنطق القبيلة. أما الدستور، والاستحقاق، والمواطنة، فهي مصطلحات يتعامل معها بعضهم...