لماذا نشبت الحرب بين روسيا وأوكرانيا ؟؟؟

 



 سنلاحظ من خريطة العالم ،إن قارة أوروبا مقسومة إلى جزئين، الجزء الشرقي تغطيه دولة روسيا بالكامل، أما الجزء الغربي طبعا موجود فيه باقي الدول الأوروبية، المعروف بأوروبا الغربية، وطبعا مجموعة الدول الموجودة في أوروبا الغربية تجمعهم تحالفات سياسية وعسكرية ضخمة واحدة أشهرها الإتحاد الأوروبي، ويضم 27دولة أوروبية بتجمعهم نفس العملة وتقريبا نفس الاتجاهات السياسية. 


وطبعا أهم التحالفات دي هو حلف شمال الأطلسي أو حلف الناتو « NAto وتقدر تقول إن هذا الحلف هو سبب الأزمة دلوقتي. 


وحلف الناتو هو حلف عسكري ضخم جدا يضم 30 دولة جميعهم موجودين في أوروبا الغربية تقريبا، ومعاهم كمان أمريكا وكندا، وطبعا جميعهم كيان عسكري واحد، وأي دولة منهم تتعرض لهجوم عسكري، سوف يقوم بالدفاع عنها 30 دولة وكأنهم تعرضوا لنفس الهجوم أو التهديد بالضبط، ولهذا يعتبر حلف الناتو أعظم وأقوى وأضخم قوة مرعبة في العالم، مركزها تقريبا في أوروبا الغربية. 

هذا الحلف يتوسع دائما على مدار السنين أكثر وأكثر في إتجاه الشرق، أو بمعنى أوضح يريد التقرب أكثر من محاوطة روسيا. 

وطبعا روسيا بدأت تعتبر هذا التقرب بمثابة تهديد عسكري لأمنها القومى لماذا؟ 


لكي نعرف لماذا؟  لابد أن نعود مرة ثانية الى خريطة اوروبا ويتم التركيز فقط على ثلاث دول بالتحديد، لأنهم أرض الصراع الحالي،  هما:« روسيا، بيلا روسبا، أوكرانيا» 


وعلى الرغم من إن أوكرانيا لاتوجد في حلف الناتو، إلا أن حظها الجيد موجودة مابين روسيا وأوروبا الغربية، وتمتد حدودها الغربية إلى رومانيا والمجر، وسلوفاكيا، وبولاندا

وطبعا هؤلاء البلاد جميعها موجودة في حلف الناتو، بمعنى أصح ان اوكرانيا تعتبر البوابة مابين روسيا وحلف الناتو،


 علما بأن دولة أوكرانيا كانت في يوم من الأيام جزء من الإتحاد السوفيتي الذى تم تفكيكه عام 1991 لمجموعة

بلاد منها روسيا، وبيلا روسيا، وأوكرانيا وبلاد أخرى. 


والسؤال الذى يفرض نفسه الآن روسيا في قلق شديد من أوكرانيا أكثر من بيلا روسيا لماذا؟ 


الإجابة هنا ستكون تاريخيا، فتابع معي... 


الصراع بين روسيا وأوكرانيا صراع تاريخى، لأن روسيا تتواجد فى منطقة باردة، وجميع المواني عندها يتم تجميدها معظم أوقات السنة، عدا ميناء واحد فقط إسمه سيفاستوبول

« Sevastopol» 


وهذا ميناء غير متجمد يوجد في شبه جزيرة " القرم" وهذه المنطقة من المفروض أنها تتبع أوكرانيا، لكن روسيا تسيطر علي الميناء بالكامل منذ القرن 18 تقريبا، وهذا الميناء يعتبر المنفذ البحري الوحيد لروسيا. 


يذكر أن هذا الصراع بدأ في نصف القرن 15 على هذه المنطقة بالذات، وقت ما كانت " القرم" مملكة تتارية مسلمة، حيث كانت تسمى" خانية القرم" ، وبعد ذلك تم ضمها إلى الدولة العثمانية وكان يحكمها أمراء عثمانيين، إلى أن الموازين إنقلبت في القرن 18 لتدخل الإمبراطورية الروسية وقتها  في حرب ضد الدولة العثمانية، لكي تسيطر على منطقة " القرم". 


وفي عام 1783 إستطاعت روسيا بالفعل السيطرة على هذه الجزيرة بالكامل وإستخدمت المنفذ البحرى الموجود فيها. 


وفي عام 1954 قرر الزعيم الروسى خوروتشوف "Khrushehev"  بإهداء منطقة "القرم"لأوكرانيا مرة ثانية، 

وذلك لتعزيز العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، لكن بالرغم من ذلك إستمر الأسطول الروسي موجود في الميناء لآنه منفذه البحري الوحيد، ولذلك من المستحيل أن يتم التنازل عن هذا الميناء من جانب الجيش الروسي تحت أي ظرف وتحت أي ضغط دولي، وأي إحتمالية لإنضمام أوكرانيا الى حلف الناتو

لايعني الا أن من الممكن خسارة روسيا هذا الميناء، وهذا يعتبر بمثابة امن قومى لها. 


والجدير بالذكر ان دولة" بيلا روسيا "تعتبر حليفة لوروسيا، ويقال في المسقبل سوف يكون بينهما وحدة سياسية عسكرية واحدة، وبسبب ذلك تعتبر لها دور كبير جدا فى حدوث الأزمة الموجودة حاليا...


 اسمحولي أشرح هذه النقطة جيدا.. 


مع بداية 2022 بدأت روسيا تنشر على الحدود مع أوكرانيا أكثر من 100 الف جندى، وفي 10 فبراير من العام الجاري قامت روسيا بالبدء في مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة مع" بيلا روسيا" داخل" بيلا روسيا "نفسها في أماكن قريبة جدامن الحدود مع أوكرانيا وميعاد إنتهائها كان فى 20 فبراير من العام الجارى، بمعنى أدق ان روسيا تحاول محاوطة اوكرانيا بالكامل بهدف حصولها على ضمانات من العالم، بأن أوكرانيا لم ولن تنضم لحلف الناتو، ولو حدث عكس ذلك معناه ان الحلف وصل الى حدود روسيا نفسها وهذا يعنى لروسيا تهديدا صعب جدا، وكأن روسيا تقول لأوكرانيا وتأمرها بتحديد موقعها على الخريطة، 

 ( يامعانا، يا علينا)!! 


 ولا يوجد اي خيار ثالث، ولذلك الدول الغربية ترى ان تهديد أوكرانيا يعتبر تهديد حقيقي لها سواءا بسواء، وان الحرب المحتملة ليست مجرد حرب شاملةفي اوروبا،  على سبيل المثال: 


رئيس وزراء هولندا قال في تصريحاته: 


أي هجوم على اوكرانيا سوف تكون لها عواقب وخيمة، واوروبا تحاول التنسيق مع امريكا لفرض عقوبات على روسيا، وهولندا جاهزة للتصدى لأي هجوم إلكترونى او سيبراني على اوكرانيا. 


رئيس وزراء بريطانيا قال: 


بريطانيا سوف تدافع عن السيادة الاقليمية لأوكرانيا، وأنها تدعم الجيش الأوكرانى بالأسلحة وتدريب الجنود. 


وفي 3 فبراير الرئيس الفرنسي ماكرون ناقش مع الرئيس الأمريكى الوضع بين روسيا وأوكرانيا، واكدوا الطرفين على دعمهم لسيادة اوكرانيا ووحدة اراضيها، وبدأت امريكا تنشر آلاف الجنود الأمريكان في اوروبا الغرببة مثل دولتي، المانيا وبولندا،  وطبعا حلف الناتو رحب جدا بهذا القرار،  وروسيا اعتبرته تصعيد من امريكا للأزمة. 


وفي يوم 6 فبراير أعلنت المانيا على لسان المستشار السياسي 

 Olaf scholz


انها سوف تنشر عدد من جنودها في البلادالتابعة لحلف الناتو الموجودة فى منطقة الصراع، مثل دولة "ليتوانيا". 


وفي يوم 7 فبراير الرئيس الفرنسي/" ماكرون "سافر روسيا واجتمع مع الرئيس الروسي /"بوتن فلاديمير" لكي يتم الوصول الى حل دبلوماسي، ولكن حسب التقارير الصحفية الدولية تم فشل اللقاء فشلا ذريعا في الوصول الى نتيجة ايجابية للخروج من الازمة. 


واوكرانيا تقرر الرد لاثباتها انها قادرة على التصدى لأى هجوم وبدأت مناورات عسكرية هى الأخرى على أرضها بطائرات حربية وصواريخ مضادة للطائرات والدبابات، وكان من المرجح لإستمرار هذه المناورات من 10 فبراير الى 20فبراير من العام الجارى، أثناء الفترة التى تقوم فيها روسيا بمناورات مشتركة مع بيلا روسيا كنوع من الاستعراض وفرد العضلات

العسكرية،  فى رسالة تحدى واضحة جدامن اوكرانيا. 


وبالرغم من أن دولة روسيا دولة قوية إلا انها لاتحارب وحدها الآن،  لأن الرئيس الروسي" بوتن" قام بزيارة الى الصين في يوم 4 فبراير من الشهر الجارى وقابل الرئيس الصينى وأصدروا بيان مشترك مفاداه الآتي... 


إعلان الصين رفضها للتوسع فى حلف الناتو مثلها مثل روسيا. 

الصداقة بين البلدين ليس لها حدود، والتعاون بينهما وارد في اي حال وعلى اي حال. 


وللعلم ان روسيا قامت منذ سنتين بدعم ايران في الملف النووى ووقفت ضد الغرب بسبب تعطيل الملف النووى الايراني ويوجد بينهما تعاون عسكرى، وصفقات تسليح  . 


والجدير بالذكر أن روسيا والصين وايران اشتركوا في مناورات ثلاثية في المحيط الهندى في يوم 21 يناير الماضى من العام الجارى، هدفها تعزيز الامن البحري، وطبعا قبل ايام قليلة جدا من بداية الازمة بين روسيا واوكرانيا. 


وفي نفس سياق الموضوع ظهر امام الجميع صور لحشد تحركات الجيش الروسي بنقل جنود ومعدات ثقيلة مثل الدبابات والمدرعات،  بمعنى استعراض قوة، وفجأة بدأ يظهر في الصور من جديد نقل وقود وذخيرة، ومعدات طبية مثل اكياس الدم،  وأدوات الجراحة، وبدأوا ينصبوا مستششفيات ميدانيةعلى الحدود. 


روسيا طوال السنين الماضية كانت تنتهز أي فرصة لكي تغزو اوكرانيا، النية مبيتة منذ فترة والدليل في عام 2014 بعد ماتم عزل الرئيس الأوكراني بسبب احتجاجات ومظاهرات في اوكرانيا، وقتها استغلت روسيا الموقف ودخلت بقواتها العسكرية وتم السيطرة بالكامل على شبه جزيرة "القرم". 


وفي نهاية المطاف أوروبا  على صفيح ساخن، وكل الأطراف مترقبة ومتربصة لبعض، وفي انتظار غلطة واحدة من اي طرف تكفي لنشوب حرب عالمية ثالثة. 


 ** الاعلامي سيد أبو هيبه **

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعرف نتيجه الشهاده الاعداديه الازهريه محافظة الإسكندرية 2024

فكوا الكيس ! بقلم دكتور ياسر نصيف رضوان

فى إنجاز جديد للتعليم العالي: تصنيف ويبومتركس "الإصدار العام" يدرج 81 مؤسسة تعليمية مصرية فى نسخة يوليو 2024