حصون النصر ..و.. مواقع الهزيمة !؟
كتبت/ يسرية عادل
بينما نحن في خِضَم أحداث سياسية(الانتخابات الرئاسية)، تساورنا أحلام التداول السلمي، وتصحيح المسار
ووضع أُسُس جَديدة ، تضع رأي الشعب وحاجاته الأولية، وأولوياته الترجيحية،
في مقدمة الغايات، الوطنية المستهدفه. وكنا نحتفل بذكري النصر، في حرب٧٣ ،
السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان، نستلهم منها مشاعر الحماس والترابط،
وتحفزنا بيقين اللامستحيل، بعدما طمسنا مزاعم وأوهام خط بارليف الحصين، وإسرائيل التي لاتُقهَر!
وقد كان القدر يمنحنا الأمل بعدما كاد أن يغيب،
وعاد في صحوة أبناء فلسطين ، وفي غزة، التي
ترفض الإنصياع، لمحتلٍ غاصب، وحياة مهينة،
وحرمان من وطن عزيز علي أبناءه، به مقدسات
وحقوق للبشرية جمعاء، وليس العرب وحدهم،
يتم إغتصاب وتدنيس مساجدهم ، وتراثهم،
في السابع من أكتوبر٢٠٢٣،
بات علينا أن نفرد الشراع، ونقف فوق السفينة،
في رصد وتعبأة الأهداف ، لاشك في قدرت
شعوبنا علي النضال، وتحرير فلسطين حق،
نُسأل عنه، في الدنيا والآخرة.والتخاذل عن الدفاع عنه عار مابعده عار!
ولاشك أن مايحدث، الآن من أحداث دموية عنيفة، لها أبعاد كثيرة، لاتقف عند مسألة دعم
الغرب للمحتل الغاصب، وإنما ترتقي إلي أطماع استعمارية، و أهداف محددة لاستعادة أمريكا ،
لمكانتها، وإحياء عقيدتها المطموسة في تحقيق،
هيمنة عالمية،باتت علي حافة الهاوية!
كلنا يعرف..فقط كنا نُذَكِر.
مانراه اليوم..هو..أن عملية طوفان الأقصي ،
كانت لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية ،قامت بها
المقاومة الفلسطينية،وتنفس جميعنا الصعداء، بعدما شاهدنا ذلك عبر الشاشات ولمسناه في بيوتنا،
وفي مُعتَرَك هذا الطوفان،
شارك آخرون وشاركنا، برفض تصفية القضية،
و منع التهجير القسري لأهالي غزة الصامدين.
ومساعي توصيل الغذاء، المياه، الدواء والوقود .
بعدما نفذت المستشفيات من العلاجات،
وكادت الأجهزة الطبية ان تتوقف عن العمل،
لم يترك المحتل الغاصب، لبنان، ولاسوريا،
ولم يتركنا دون حرب معلنه أو غير معلنه ،
في سد النهضة، وعلي الحدود، عبر تجنيد الإعلام، وفي إفساد المجتمعات،
ولايفوتنا الإشارة إلي تلك
المساندة الامريكية الحمقاء، التي طالما كانت، تُفسِد الساسة، وتثير الشعوب ، وتضللهم،
اضعافاً للدول وتقويضاً لها.
ناهيك عن القروض، تلك الحبال التي
تُرخي الهوينة، حتي إذا ما التفت حلقات فوق بعضها البعض ، شُدَٓت بعنف وبلا رحمة، لتركيع الدول وإملاء المطالب بلا نقاش او مجادلة!؟
نعم..كلنا يعرف...ولنذكر دوما
تلك الاجراءات التي مارسها العدو الغاصب ضد المدنيين العزل، لشعب صامد يدافع عن أرضه، بعدما عاني الأمرين من حصار وتهجير وتجويع ،
واندفاع أعمي لبناء مستوطنات يتم انتزاع أراضيها من أصحابها، بل والإبادة الجماعية،
و محاولات طمس الهوية الوطنية بفلسطين.
فقط..نضع عبارات بين قوسين..
نحن ندافع عن مقدساتنا التي دنسها المحتل الغاصب، ونحمي حمي بلادنا ، وأمننا القومي،
ذلك كله يسبق دفاعنا عن فلسطين الصامدة، وحقوقها لدينا، تلك التي يجمعنا بها الدين، والعروبة، والجوار، ووحدة المصير....؟
ان استهداف العدو الاسرائيلي فلسطين اليوم ..
و سوريا ولبنان، ماهو الا جزء يسير من أهداف
كثيرة ، لاتبتعد مصر عنها، بل انها علي مرمي البصر. عاجلاً أم آجلاً !
ومن الأهمية بمكان، مواجهة أنفسنا بما لنا وماعلينا، ولانسمح بالتضليل الاعلامي الذي يمارسه العدو الصهيوني علينا، أن يملي علينا قراراتنا، ويغشي أعيننا عن الحقائق،
وفي بيان المحتل حول مؤتمر
القاهرة للسلام أبلغ دليل علي ذلك.
ان استقالة موظفين من وزارة الخارجية الأمريكية، احتجاجاً علي موقف أمريكا الداعم لإسرائيل، يرصد انشقاقاً داخلياً ، وكذلك تلك المظاهرات التي تجوب العالم، تنديداً بتلك الوحشية الحاقدة، التي تتبناها اسرائيل في غزة، بدعم من امريكا وانجلترا، فرنسا، ألمانيا...الخ
وللمطبعين قصص أخري!؟
وخلاصة ماسلف من أحداث..ولازالت..
حصون للنصر.. لابد من اللجوء إليها..
لنحتمي من تضليل الداخل والخارج!
ان الأحكام المطلقة للتهديدات، لا تتعدي كونها
محض أوهام متعاطيها، بينما الإيمان بالحق ،
والتفاني في نصرته، من خلال الضمير الجمعي لأصحاب القضية، هو السلاح الحقيقي الأجدي دائما،
أما الخنوع ، وتجاهل الظلم ، فهو مقبرة
القوي الذاتية المتعددة، والدعم الخارجي المُتاح.
وهنا نستطيع أن نختلف في وجهات النظر،
فيما يمكننا الاتفاق في جدوي التوقيت..
فالأوضاع تبدو معطياتها ثرية، علي غير العادة!؟
وهناك مواقع لهزيمة الاحتلال قبل تحققها؟
تكمن في كون الولايات المتحده منهكة،
تفتقد الثقة، نتيجة لتقدم وحرفية الدب الروسي في إدارة الحرب ضد أوكرانيا، والاستماته في حشد الاتحاد الأوروبي والضغط عليه لمنح
المزيد، من الأسلحة والتقنيات الحديثة،
أمريكا اليوم ليست كسابقتها؟
حيث فقدت المصداقية في العراق وأفغانستان،
وحين وضعت كتفها بكتف،
محتل غاصب، تتساقط من يديه،
دماء الأبرياء من المدنيين، الذين قام بتهجيرهم من شمال غزة، باتجاه الجنوب،وتفجير المدارس والمستشفيات بمن لجؤوا إليها،
و كذلك تلك المنازل التي تلتصق بمباني الأونروا ، التي تم هدمها ، دون أن تجفل له عين،
ذلك الاحتلال الصهيوني البغيض.
قَتل موظفي الأُونروا الذين يقدمون الرعاية الاغاثية، وهدم مبانيهم، صور جديدة يتداولها
العالم حول الوحشية، والعنف المفرط،
الذي يبطنه حقد دفين،
ناهيكم عن استماتة نتنياهو، في طمس
تاريخه في قضايا فساد، تتداولها المحاكم الاسرائيلية، ولاسيما بعد أن أضيف ُ لها التحقيق في أحداث إدانته، في طمس مستندات حول احداث السابع من أكتوبر الجاري؟!
إن الاتحاد الأوروبي ، أوكرانيا ،...الخ جميعهم انهكته الحرب ..يكظمون غيظهم، بعد اخفاق المواجهة مع الدب الروسي،
وجاء بايدن يلملم هيبته، لإرهاب العالم. اعتقاداً منه بأننا الأضعف ، متوهماً هشاشتنا الإقتصادية والسياسية، يمكن
أن تتيح لهم افتراس دولنا العربية..وهيهات لهم..
فلديهم الكثير من الثقوب في جدار وحدتهم الآسمة،
مثل الظروف الإقتصادية العالمية"تلك الرمال المتحركة" ، وترامب الذي يقبع مرابضاً لخطف مقعد الرئاسة، يحيك المصائد لغريمة البائس.
وذاك القادم القريب..تغير المناخ..الذي يتأثر،
ويفاقم حدة الطبيعة، بمزيد من الغازات والسحب الداكنة، مفاجآت كثيرة، تنتظر كوكبنا..
حيثما تركوا دفة المواجهة لحرب الطبيعة!!
للحفاظ علي الهيمنة، ودعم الاحتلال،
وتضليل الشعوب، وخلق قدوات بائسة وسيناريوهات وحشية ،
وانتزاع الشفافية والمرؤة من عالمنا المعاصر!
من ناحية أخري..
نجد أن معطياتنا ، تتماهي مع مصالح دول ليست بالهينة، روسيا، الصين، وتركيا، أما إيران فتوضع بين قوسين،
وحزب الله نضع تحته خطاً اخضر...الخ حتي تتضح الأمور.
هناك ملامح جديدة ، لطريق التطبيع ،الذي أُنتُزِعَت قضبانه وغرق في بحر الدماء العربية المُسالةفي غزة وسوريا ولبنان،
وبات يحتاج منا إلي خطط فاعلة لصحوة النخوة العربية، لتجريف الأرض وفرملة مسيرته إلي الجحيم، حماية لأهلنا فيه،
ودعماً لقضيتنا المقدسة !؟في سياق متصل..
نجد أننا اكتسبنا طلائع عربية وغربية، واكبت الوحشية، واعملت فكرها ،بالبحث الذاتي، عن ماهية القضية برمتها، حتي تبنت القضية الفلسطينية.واعتراف حاخامات، بلصوصية اسرائيل، و الفرق في هويتهم وأهدافهم ،
وبين اسرائيل الغاشمة؟
هناك طرح ، حول مؤتمر القاهرة اكتوبر ٢٠٢٣
ومدي طبيعة المهام فيه ، كونه داعماً للسلام، واتخاذه، رمزية الحمامة البيضاء !
أنني لا أجد أن ذلك واقعياً، فنحن في حرب مصيرية، نواجه عدو، ( يخاف مايختشيس)أعتذر فلايمكن ترجمتها بصياغة أدق !
والحقيقة أن المؤتمر يمكن أن يكون قد أتاح ما نترجم منه نصوصاً لم تكتب، ولكنها توافقات وبيانات، كان يجب الالمام بها عن قرب!
فضلاً..عن كونه فضح سياسة المراوغة
التي حاول البعض صياغتها، بتمرير إدانة للمقاومة الفلسطينية الصامدة، من خلال توصيات المؤتمر،
بل وإضافة مفهوم مضلل يذكر أن للإحتلال الصهيوني، حق الدفاع عن نفسه!!
وقد حفظ الله مصر من تلك الغفلة،و ذلك الغُبن. ورغم كل شيء..
نجد في كلمة مصر في مؤتمر السلام ٢٠٢٣, حقائق ومعاني سامية، وصياغة واعية للقضية
برمتها، بينما يكون الأسمي دائما هو حسن النوايا، و صدق ومهارة التنفيذ.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.....
تعليقات
إرسال تعليق