الاخوان والنازيه وجهان لعمله واحده

 




كيف قضت المانيا على النازية؟ نجحت المانيا في القضاء على الآفة النازية من خلال خطوتين: الخطوة الاولى تمثلت في مواجهة افكار النازيون بالفكر الصحيح لتوعية المجتمع ضد افكارهم اليمينية المتطرفة. اما الخطوة الثانية و هي كانت الاهم، و التي تمثلت في تجريم الجهر و الدعاية و الاعلان عن هذه الافكار المتطرفة. 


بدأت مصر في مواجهة الفكر اليميني المتطرف، و الذي تمثله جماعة الاخوان المسلمين المتطرفة في عام ٢٠١٣. و قد كانت هذه هي المرة الاولى منذ قيام ثورة ٥٢ التي يقوم فيها الرئيس باتخاذ قرارات صارمة ضد هذه الجماعة، بعد ان كانوا قد اعتلوا مقاليد الحكم بعد احداث ٢٠١١. فقد احطأ الرئيس جمال عبد الناصر  عندما افسح المجال لهم، و قد غدروا به و حاولوا اغتياله. و قد كرر الرئيس الراحل، محمد انور السادات، نفس الخطا، و ما كان منهم سوى انهم قتلوه. و اتى الرئيس محمد حسني مبارك ليكرر نفس الخطأ بمنحهم المجال للاختلاط و التوغل في المجتمع و حياة المال و الاعمال، و الانغماس في الحياة الحزبية و الحياة السياسية، و ما كان منهم سوى انهم غدروا به هو ايضا في ٢٠١١ حينما سنحت لهم الفرصة لذلك و ركبوا موجة الثورة في الميدان. 


و في خلال سنة من حكم الاخوان، و لاول مرة كان قد تم فضحهم بعد ان سقطت عنهم اقنعة الشرف و العفة التي كانوا يخفون قذارتهم من ورائها. فما هو الساتر الذي يختبؤون ورائه؟ 


ساتر الاخوان هو الخطاب الديني التقليدي المستمد من كتب الميراث و ليس من صوت الاسلام الحقيقي في القرآن. فطوال فترة السبعينات و حتى الان، لا يشغل المجتمع من مواضيع "دينية" مثل فرض الحجاب و نمص الحواجب و نجاسة الكلب و تكفير المسيحيين، و الخروج على الحاكم الظالم و الحكم بالشريعة و الجهاد و دولة الخلافة. فهكذا نجح الاخوان في تصدير هذا الخطاب التقليدي المستمد من كتب الميراث و ثقافة بن تيمية التي لم تكن جزء من ثقافة المصريين قبل السبعينات. 


فالخطاب الديني التقليدي و الشريعة الاسلامية للاسف ليس هو الخطاب الحقيقي كما انزل في القرآن، فما انزل الله ما يكفر المسيحيين في كتابه العزيز، و ما حرم الله الفنون في كتابه، ولكنها قد حرمت من قبل رجال الدين في كتب الفقه و الاحاديث، اي كتب الميراث التي كتبها البشر و في مواضع كثيرة ذكر فيها عكس ما امر به الله. ولا يزالون الى اليوم، يدافعون عن هذه الكتب و عن بن تيمية. 


و للاسف الشديد، نجحت هذه الجماعة في زرع هذا الفكر السميني المتطرف الذي لا يقارن سوى بالنازية في المانيا بعد ان توغلوا لعقود طوال في نسيج المجتمع المصري، لدرجة انه يتعذر اليوم تجريم كل من يدعوا لتكفير المسيحيين على سبيل المثال، فسوف يبرر ما يدعوا له بانه جزء من الدين، بينما هو لا علاقة اه بالدِّين الصحيح. و ما يدعم مبرره هو المادة الثانية في الدستور المصري التي تنص على ان التشريعات القانونية تستمد من الشريعة الاسلامية. فهكذا فشلت الدولة المصرية في تجريم نشر و اعلان و ترويج الفكر المتطرف في المجتمع المصري، و هي نتيجة كارثية بكل المقاييس. فنحن الى يومنا هذا نعاني من براثن هذا الجماعة التي تدعوا الى ثورات في كل حين و مين لمجرد الاعتراض على قرار او اجراء معين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعرف نتيجه الشهاده الاعداديه الازهريه محافظة الإسكندرية 2024

فكوا الكيس ! بقلم دكتور ياسر نصيف رضوان

فى إنجاز جديد للتعليم العالي: تصنيف ويبومتركس "الإصدار العام" يدرج 81 مؤسسة تعليمية مصرية فى نسخة يوليو 2024