التعليم في مصر ...بقلم محمد خليل

 بقلم محمد خليل


قضية التعليم من القضايا الشائكة في مصر ، وهي شائكة ومتشعبة من الناحية الفكرية و النفسية .

 قضية التعليم من الناحية الفكرية : 

      نظرا لأن مصر كانت من  الدول المتأخرة في كل مناحي الحياة وقد تأخر التعليم فيها بسبب ضعف الإمكانيات المادية والبشرية ، فالتقدم الاقتصادي في الدول يساعدها على تطوير التعليم من حيث المناهج وهيئة العاملين في مجال التدريس .

      تأخر التعليم وتكالب الناس على دخول الجامعات مع ضعف المناهج أدى كل ذلك إلى ظهور مبدأ جديد لدى الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور وهو مبدأ: الحفظ للحصول على أعلى الدرجات ، وهذا المبدأ يساعد على تفوق الطالب صاحب الذاكرة القوية والذي له القدرة على الجلوس أوقات طويلة أمام الكتاب وضياع عمره الحقيقي الذي لم يستمتع به ، وتراجع الطالب صاحب الفكر العميق منذ  نعومة أظفاره .

   كل هذه الأمور السابقة مع عدم تدريب المدرسين والعاملين الإداريين وقلة المرتبات وظهور مصطلح جديد في المجتمع - ( على قدر فلوسهم) – إنهار التعليم إنهيارا كبيرا لدرجة وصولنا إلى المركز 112 على العالم .

قضية التعليم من الناحية النفسية :

    التعليم من الناحية النفسية يهم المصريين بصورة كبيرة لأن ثورة 1952 عندما قامت وضعت في عقول الناس أن المجانية نهايتها دخول الجامعة ورمز للتخلص من الفقر المدقع الذي يعيش فيه الفقراء ، وأهملت الدولة فكرة أهمية الاهتمام بالمدارس المهنية على اعتبار أن التعليم المهني يعود بالفرد والدولة إلى دائرة الفقر والتخلف ومن هنا قتلت داخل الأسرة المصرية روح العمل اليدوي وأحيت فكرة أهمية العمل المكتبي وأصبحت أي فكرة أي عمل شريف يدوي بعيدة عن الأذهان مختفية في قاع الجماجم الإدارية والأسرية .

    في  الوقت الذي يبحث فيه الطلاب في الخارج عن عدة أعمال لسداد مصروفاتهم الدراسية - والدولة ساعدتهم بسداد هذه المصروفات بالتقسيط المريح والكل ملزم بالسداد . ومن هنا أصبح السعي الدائم إلى العمل مجرد فكرة انتقلت من الخيال إلى الواقع ولذلك تقدمت هذه الدول – كان المصريون يوفرون قوتهم اليومي  كل قرش من اجل تعليم أولادهم دون النظر عن العائد بعد ذلك .

    ونتيجة للحالة النفسية هذه وقلة المرتبات نتيجة  إنهيار الوضع الاقتصادي ظهرت فكرة الدروس الخصوصية في السناتر والمنازل على اعتبار أن ولي الامر مضطر للدفع .

    التلميذ الضعيف يلجأ للدروس نتيجة ضعفه الفعلي وهذا موجود في كل أنحاء العالم ولا يجب إنكار ذلك لكن فكرة إن التلميذ المتفوق ياخذ دروسا خصوصية من أجل زيادة التفوق او زيادة الحفظ كما اسميه لا معنى له إلا الخوف من عدم القدرة على دخول الجامعة أو المستقبل المظلم .

     والسؤال التالي : ماذا يفعل وزير التعليم مع كل هذه العقد والمشكلات ؟

    فالتعليم يهم كل منزل وأسرة ويهم كل مدرس وإداري  ولكن أغلب هؤلاء اعتادوا على الحفظ والتلقين والفساد فكل هؤلاء لديهم أبناء في التعليم وكل واحد فيهم يكره الغش لكن عندما يغش ابنه يسكت ولا يتكلم فهو لايرغب إلا في نجاحه ، بمعنى كيف أجعل كل هؤلاء يتغيرون فكريا ونفسيا ؟ كل هؤلاء أي فكر غير عادل سوف يعارضونه أي فكر يدوي أي يتدخل فيه المدرس أو تتدخل فيه المحسوبية أو يكون فيه الغش وسيلة للنجاح سوف يعارصونه ، بالإضافة إلى أصحاب المصالح الذين يهدمون روح الهمة داخل أي مشروع إصلاحي .

    ومن هنا كانت فكرة وزارة التربية والتعليم وهو استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم وفكرة التابلت للقضاء على فكرة الغش في النفوس .

    هناك مقولة مشهورة تقول في حالة عدم النجاح وهي : يكفيك المحاولة .

 وانا أقول لوزير التربية والتعليم برغم اعتراض الكثيرين عليك : يكفيك المحاولة ضد كل هذه الظروف وإن شاء الله تنجح محاولتك من أجل مصر .

  

 

     

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعرف نتيجه الشهاده الاعداديه الازهريه محافظة الإسكندرية 2024

فكوا الكيس ! بقلم دكتور ياسر نصيف رضوان

فى إنجاز جديد للتعليم العالي: تصنيف ويبومتركس "الإصدار العام" يدرج 81 مؤسسة تعليمية مصرية فى نسخة يوليو 2024