رحلتي مع الملصق الإليكتروني

بقلم محمد خليل

    نحن جميعا نشعر وبلا شك أن الجهاز الإداري للدولة يقوم بجهد جبار ونحن نسانده وندعمه بحكم أنه من الواجب أن نشكر كل الأجهزة في الدولة على هذا المجهود الذي وفر علينا كثيرا من الجهد المهدر ، كما أنه من الواجب علينا أن نذكر السلبيات في الجهاز الإداري حتى نرتقي به ونصبح كالدول العظمى التي نتمنى أن نكون مثلها إداريا . ونحن عندما نذكرها لا ننقد الدولة ولكننا نضع أيدينا على مايرهق المواطن حتى نرتاح جميعا حكومة ومواطنين.
     ذهبت اليوم إلى مرور القاهرة الجديدة لاستخراج الملصق الإليكتروني ورحلتي معه كالتالي:
الخطوة الأولى : وقفت بسيارتي أمام المرور وحضر السايس كالمعتاد طالبا دفع مبلغ الوقوف ، وتعصبت عليه وقلت له أن هناك قانونا للسايس أصدره مجلس الشعب فقال لي : قانون مين ياباشا . إحنا بندفع للحكومة . طبعا غضبت وارتفع ضغطي ومشيت دون أن أدفع المعلوم .
الخطوة الثانية : أخذت رقما وجلست أتابع حركة الناس أمامي ووجدت العاملين هناك يبذلون جهدا غير عادي ومع التزاحم الشديد ازدادت عصبيتهم نتيجة أن هناك عدم تنظيم للشبابيك ، فالموظف يقوم بعمله ويراجع الأوراق ويتحدث مع من أمامه بالشباك ويخاف من الخطأ فتزداد عصبيته دون ذنب منه ولا توجد أي لوحات إرشادية لكل معاملة ، أنا جلست منتظرا دوري أكثر من ساعة وعندما وصلت للموظفة طلبت مني صورة الرخصة والبطاقة ودوسية  وذهبت لتصويرهما واشتريت الدوسية ب 20 جنية وهو لا يساوي شيئا من شخص يجلس في المرور وبلا أي إيصال وسؤالي أين تذهب حصيلة الدوسيهات إذا كانت بلا إيصالات ؟  وعدت إليها وكانت تنهي معاملة شخص آخر . فلو كانت هناك لوحة إرشادية لأوراق استخراج الملصق الإليكتروني لكان ذلك أسهل عليها وعلي .
الخطوة الثالثة : انتظرت استخراج الرخصة حوالي ساعة ثم طلب مني الذهاب لوضع الملصق عند مكان الفحص .
الخطوة الثالثة : أخذت السيارة من المكان الذي تركتها فيه في الصباح بعد دفع المعلوم للسايس لأنه لم يعد لدي القدرة على الجدال .
الخطوة الرابعة : دخلت إلى مكان الفحص بالخطأ ووجدته مكانا لا يصلح للعمل أو الانتظار وطلبوا مني الخروج إلى ساحة امام الفحص حتى أقوم بتركيب الملصق الإليكتروني ووجدت العاملين يعانون من المكان فهو بلا نظام وعبارة عن أرض غير ممهدة ، والحمد لله ركبت الملصق وعند الخروج من الساحة وجدت مجموعة من السياس يرتدون تي شيرتات رمادي مكتوب عليها park ويطلبون مني المعلوم فسألت عن الإيصال لأنه حق الدولة فقالوا لي إنه مكان خاص وصاحب الساحة هو من يطلب منهم ذلك والسؤال هو : دفعت بمفردي اليوم 15 جنية للانتظار فأين تذهب هذه الأموال ؟ وأين ضرائبها ؟ ومن البلطجي الكبير الذي لا تعرفه الدولة ويقف أمام الدولة في الشارع الخاص بالمرور والشعب ؟
هناك من سيقول الدولة غير مسئولة عن المبالغ  التي أدفعها ، وأنا أقول لهؤلاء ان الدولة هي المسئولة لأنني أدفع وأعلم أن البلطجي ممكن يؤذيني لفظا وماديا في سيارتي والدليل أنه يعمل أمامهم دون أدنى خوف .
استغرقت رحلتي ٣ ساعات من اجل تركيب الملصق فقط.
    سيدي المسئول يجب ان تضع صندوقا للنقد والمقترحات في مكان عملك حتى تعلم مايدور خلفك فأنت لا تستطيع أن ترى كل شيء . فالحكمة تقول كثرة العيون أفضل من عين واحدة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعرف نتيجه الشهاده الاعداديه الازهريه محافظة الإسكندرية 2024

فكوا الكيس ! بقلم دكتور ياسر نصيف رضوان

فى إنجاز جديد للتعليم العالي: تصنيف ويبومتركس "الإصدار العام" يدرج 81 مؤسسة تعليمية مصرية فى نسخة يوليو 2024